الجمعة، 17 يونيو 2011

قمنا نصلى



بدأت قصتنا حين تعرفنا على بعضنا بعضا عن طريق الصفحات السياسيه النشطه على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) مثل صفحة خالد سعيد وحملة مؤيدى البرادعى وغيرها...
كان تعارفنا بمحض الصدفة فبالرغم من تباين آرائنا فى التعليقات داخل تلك الصفحات إلا أننا شغلتنا قضية الوطن وهمومه فكنا: محمد احمد عوف المنتمى إلى جماعة الأخوان المسلمين ويدرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.تميز محمد فى تعليقاته بالوسطية الدينية والاعتدال وفيما يتوافق مع نظم المجتمع الذى نعيش فيه, ويرى أن التغيير لن يحدث إلا حين نغير من أنفسنا أولا مستنداً إلى قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
صدق الله العظيم
فبناء دولة النفس هو أساس تأثير الإنسان فيمن حوله, والثاني طارق البنا طالب كلية الإعلام جامعة القاهرة ولديه موهبة شعريه ,أما الثالث خالد عبد الله المهدى طالب بالجامعة الأمريكية وتظهر عليه ملامح الثراء.
وبعد أن حدد الثوار ومؤسسي تلك الصفحات موعد مظاهراتهم الطامحة فى التغيير ,والتى ستنطلق شرارتها من ميدان التحرير, الذي لعب دورا كبيراً فى التاريخ المصرى من قبل, منذ إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خبر تنحيه وتدفق جموع الشعب إلى ميدان التحرير,كذلك شهد الميدان تشييع جنازة عبد الناصر وصولاً إلى اعتصام الطلبه عام 1972 على الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
ومع اختلاف طرق تفكيرنا إلا أننا وحدتنا المطالب التى تضع مصلحة مصر فى المقام الاول,واتفقنا مع النشطاء على أن نطلب بحل مجلسى الشعب والشورى المزورين, كذلك المطالبه بالحرية والكرامة والعداله الاجتماعيه.
التقينا فى ميدان التحرير محمد عوف يرتدى جلباباً قصيراً ولحيته خفيفه بعض الشئ, ووجهه يشع منه نور الإيمان,طارق البنا قوى البنيان وتظهر عليه سمات الشاب الثورية المتعقله
أما خالد فكان يضع الاساور( الحظاظات ) حول معصمه ويسقط بنطاله-حسبناه فى بادئ الامر من متبعى فكرة التقليد الأعمى.
وبعد لقاءنا فى ميدان التحرير,مكث ثلاثتنا بخيمة منفرده وتقاسمنا كل شئ بيننا

,فوجئنا فجر اليوم الأول بخالد يوقظنا لصلاة الفجر.أدهشنا هذا التصرف كثيراً...!!!
وفى الصباح جلس محمد عوف معه, وبحكم عقليته وقدرته على الإقناع استطاع خالد أن يقنع محمد بأنه قد يكون مخطئ فى مظهره,ولكن الدين لله ولا يعتمد على المظهر فى كل شئ
وفى الخامس والعشرين من يناير ومع تزايد أعداد الثوار خرجنا ورأينا أناس قد قتلت واستشهدت وصبرنا.
وفى اليوم التالى-قبل صلاة المغرب بالقليل-جلس خالد إلى جوار محمد وكأن الخوف قد سيطر عل وجهه ودخل قلبه لما رأي من دماء وقتلى فقال: وجهى يخبركم أنى خائف الشهادة ولكن قلبى يطمئنكم فساكون أولكم ولكن عندى سؤال: هل سيقبلنى الله شهيداً
فاجابه محمد: نعم
قالها وخرجنا لصلاة المغرب, وما إن قمنا نصلى قام أحد القناصة بقتل خالد بينما كان يكبر للإحرام والدخول فى الصلاة.
سقط خالد وروحه تفارقه, إلى جواره يقف طارق ومحمد, طالبهم بتكملة المسيره ووعدهم بوعد ربهم أنهم سيلتقون فى جناته قالها وفارق الحياه...
خرجنا فى السابع والعشرين من يناير وتقدم طارق جموع الثوار ينظم أشعاره ويرددها:
ويا ذات الحسن مازلت أسمعك
                                             تبكى أنيناً والظلم يقطنك
فلا تبكى ولا تنعى أخبارنا
                                        فكلنا رجال وسنموت بالأمل
حتي خرجت إحدي المدرعات علي جموع المتظاهرين, ففر من فر بعمره وتذكر طارق شهادة خالد ووصيته، فصمد واتحدت أشعاره مع نفسه الوضاءة بالأمل :
                 كن كريم الأصل يا وطني
                                       أعيش فيك وبالخيانة تنعتني
              يا بلادي وقد كنتى قضيتى
                                       لما تريني أهـان وتصمتي
فداهمته المدرعة فدهسته وسقط شهيداً.
أحزن ذلك محمد كثيراً وعاد إلي خيمته وحيداً، وبينما يتذكر ما حدث وكيف تتعامل الحكومة مع شعبها إذا به يري بعض مدونات طارق علي فراشه، يمسك بها ويقرأها : أخشي بعد أن استشهد من استشهد وأصيب من أصيب أن يتم إجهاض الثورة ويظهر هؤلاء الطغاة ليقولوا عنا أننا مجموعة من الرعاع والخارجين علي النظام ،وأتمني ان تنجح ثورتنا ويحقق الله أهدافنا .
تقدم محمد جموع الثوار وطالب بإسقاط النظام وكل أتباعه وذيوله ، حتي خطاب الرئيس السابق الذي أخبر فيه بأنه سيتنحى عن الرئاسة بمجرد انتهاء فترته الأخيرة ، وانه سينفذ الكثير من المطالب، فتراخي من تراخي وعاد كثيرٌ من الثوار لبيوتهم. أحس محمد بالخوف ، وأخذ يحث الناس علي الصمود والبقاء علي موقفهم، حتي موقعة الجمل والتي استشهد فيها محمد.وبينما يلفظ أنفاسه الأخيرة أخبر محمد من حوله قائلاً: أخشي أن تتحقق مقولة جيفارا الشهيرة في ثورتنا :"الثورة يفجرها حالم ....... ويقودها مجنون .....ويقطف ثمرتها انتهازي"
وتمتم قائلاً :"سأنتظر زيارتكم القادمة حينها ستخبرونني أن مصر بخير فأبنوها وعلوها "
هكذا كانت مصر وشبابها في الثورة أدعو الله أن تستمر علي هذا ....

بقلمى : عبدووول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق